نصف زوجة يكفي
{تزوجتُ اثنتين لفــرط جهلي بما يشقى به زوج اثنتين}
{فقلت أعيش بينمــا خروفا أُنعّمُ بين أكــرم نعجتين}
{لهذي ليلـــةٌ ولتـلك أخرى نعيم دائـم في الليلتيـن}
أُمتّعُ بالجمـــال ولا أبـالي وكأس الحب بينهما وبيني
فراشي دافئ دَومـاً طــري وِسادي من حرير الساعدَين
مقامي بين فاكهـــة وورد أقطّف من ثمــار النخلتين
تداعبني خيـــالات عِذاب فأغفو لحــظة أو لحظتين
وأصحو حين أصحو دون هَمٍ طعامي والشراب أمام عيني
فلاحزنٌ إذا جاءت بعـــذر من الأعذار إحدى الزوجتين
ولا خــوفٌ إذا طلبت فراقا فلستُ أُُحسّ إيــلاماً لِبَيْن
وجاء الحال عكــس تمنياتي شـقاءً وانزعـاجاً دائمين
لهذي ليلة ولتـــلك أخرى نِقار دائمٌ فــي الليلتـين
لََعَمْرُكَ تلك أوهـــام عِجافٌ يُزيّنها لنا ابنُ الأخبثـَـين
سلكتُ طريقهـا فشـقيت فيه وأوقعـني بشـرِّ مصيبتين
بضربٍ هَـدَّ أضــلاعي أليمٍ وإفــلاس ودَيـْنٍ مُخزيين
وصرتُ كباســـطٍ للماء كفّاً فعاد لجهله صِــفْرَ اليدين
تراني من بزوغ الفجر أمضي إلى الأسواق ممتلئَ اليدين
فأنفـق بالتســوق كلّ مالي ولا يكـفي فأكمــلُهُ بدَين
وحين أعود بالأغراض عصرا ضعيفَ الحيل أحمل صرتين
أقابَلُ بالتجـــهُم والتـجنّي وخطفِ الصرّتين بلمح عين
وقائــلةٍ: أراك نسيـت شيئا فقِفْ للحيط مرفوعَ اليدين
وضربٍ بالمِقَــشّة ليس يُبقي من الحيل المضعضع ذرتين
وصفعٍ للقفا بالكـفِّ يهــري ورفــسٍ موجـعٍ للأليتين
{وصرتُ كنعجة تضحي وتمسي تُمزََّقُ بين أخبــث ذئبتين}
{رضا هذي يُهيِّج سخـطَ هذي فما أنجو من احدى السخطتين}
{إذا أحببت أن تحــيا سعيدا من الخـيرات ممتلئَ اليدين
{ فعِشْ عَزَباً وإن لـم تستطعهُ فواحدةٌ تُكـَـفّي عسكرَيـن}
ملاحظة: الأبيات المحصورة بين قوسين لشاعر قديم
الشاعر : محمد علي كنعان